|
|
صفحة: 176
العرب ، وذلك دليل على ميل النفوس وهويها إلى هذه المقامات . وإن المتمسك عنها مقارع لنفسه محارب لها . وشيء أصفه لك تراه عيانا ، وهو أني ما رأيت قط امرأة في مكان تحس أن رجلا يراها أو يسمع حسها إلا وأحدثت حركة فاضلة كانت عنها بمعزل ، وأنت بكلام زائد كانت عنه في غنية ، مخالفين لكلامها وحركتها قبل ذلك . ورأيت التهمم لمخارج لفظها وهيئة تقلبها لائحا فيها ظاهرا عليها لا خفاء به . والرجال كذلك إذا أحسوا بالنساء . وأما إظهار الزينة وترتيب المشي وإيقاع المزح عند خطور المرأة بالرجل واجتياز الرجل بالمرأة فهذا أشهر من الشمس في كل مكان . والله عز وجل يقول : ( وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ،( وقال تقدست أسماؤه : ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن . ( فلولا علم الله عز وجل برقة إغماضهن في السعي لإيصال حبهن إلى القلوب ، ولطف كيدهن في التحيل لاستجلاب الهوى ، لما كشف الله عن هذا المعنى البعيد الغامض الذي ليس وراءه مرمى ، وهذا حد التعرض فكيف بما دونه . ولقد اطلعت من سر معتقد الرجال والنساء في هذا على أمر عظيم ، وأصل ذلك أني لم أحسن قط بأحد ظنا في هذا الشأن ، مع غيرة شديدة ركبت في . وحدثنا أبو عمر وأحمد بن أحمد ، ثنا أحمد ، ثنا محمد بن علي بن رفاعة ، حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام عن شيوخه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الغيرة من الإيمان . ( فلم أزل باحثا عن أخبارهن كاشفا عن
|
مطاح
|
|