|
|
صفحة: 166
الماء بيننا إلا صفاء ، إلى أن ألقت الفتنة جرانها وأرخت عز إليها ووقع انتهاب جند البربر منازلنا في الجانب الغربي بقرطبة ونزولهم فيها ، وكان مسكن أبي عبد الله في الجانب الشرقي ببلاط مغيث ، وتقلبت بي الأمور إلى الخروج عن قرطبة وسكن مدينة المرية ، فكنا نتهادى النظم والنثر كثيرا وآخر ما خاطبني به رسالة في درجها هذه الأبيات : ليت شعري عن حبل ودك هل يم وأرانـــــــــــــي أرى مـــــــحـــــــيـــاك يـــومـــــــا فــلــو أن الــــديــــار يــنــهــضــهـــــا الـــــشـــــو ولــــو أن الـــقـــلـــوب تــســطـــــيــع ســـــيــرا كـــن كــمــا شــئــت لـــي فـــإنـــي مـحـب لـــك عـــنـــدي وإن تــنــاســـــيــت عـهـد ســــي جــــديــــدا لـــــــدي غـــــيــر رثـــــيــث وأنــــاجــــيــــك فـــــــي بـــــــــاط مـــــغـــــيــث ق أنــــــــاك الـــبـــلـــط كــالمــســـــتـــــغـــــيــث ســـــار قــلــبــي إلـــيـــك ســـيـــر الحـــــثـــــيــث لــيــس لــي غــيــر ذكــركــم مــن حديث فــــي صــمــيــم الــــفــــؤاد غـــيـــر نـــــكـــــيــث فكنا على ذلك إلى أن انقطعت دولة بني مروان وقتل سليمان الظافر أمير المؤمنين وظهرت دولة الطالبية وبويع علي بن حمود الحسني ، المسمى بالناصر بالخلافة ، وتغلب على قرطبة وتملكها واستمر في قتاله إياها بجيوش المتغلبين والثوار في أقطار الأندلس . وفي إثر ذلك نكبني خيران صاحب المرية ، إذ نقل إليه من لم يتق الله عز وجل من الباغين - وقد انتقم الله منهم - عني وعن محمد بن إسحاق صاحبي أنا نسعى في القيام بدعوة الدولة الأموية ، فاعتقلنا عند نفسه أشهرا ثم أحرجنا على جهة التغريب ، فصرنا إلى حصن القصر . ولقينا
|
مطاح
|
|