sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 164

الأدب البارع والتفين ، مع حظ من الفقه وافر ، وذا بصارة في الشعر ، وله شعر جيد ، وله معرفة بالأغاني وتصرفها ، وهو صاحب تأليف في طرائق غناء زرياب وأخباره ، وهو ديوان عجيب جدا . وكان أحسن الناس خلقا وخلقا ، وهو والد أبي الجعد الذي كان ساكنا بالجانب الغربي من قرطبة . وأنا أعلم جارية كانت لبعض الرؤساء فعزف عنها لشيء بلغه في جهتها لم يكن يوجب السخط ، فباعها . فجزعت لذلك جزعا شديدا وما فارقها النحول والأسف ، ولا بان عن عينها الدمع إلى أن سلت ، وكان ذلك سبب موتها . ولم تعش بعد خروجها عنه إلا أشهرا ليست بالكثيرة . ولقد أخبرتني عنها امرأة أثق بها أنها لقيتها وهي قد صارت كالخيل نحولا ورقة فقالت لها : أحسب هذا الذي بك من محبتك لفلان؟ فتنفست الصعداء وقالت : والله لأنسيته أبدا ، وإن كان جفاني بلا سبب . وما عاشت بعد هذا القول إلا يسيرا . وأنا أخبرك عن أبي بكر أخي رحمه الله ، وكان متزوجا بعاتكة بنت قند ، صاحب الثغر الأعلى أيام المنصور أبي عامر محمد بن عامر ، وكانت التي لا مرمى وراءها في جمالها وكريم خلالها ، ولا تأتي الدنيا بمثلها في فضائلها . وكانا في حد الصبا وتمكن سلطانه تغضب كل واحد منهما الكلمة التي لا قدر لها ، فكانا لم يزالا في تغاضب وتعاتب مدة ثمانية أعوام ، وكانت قد شفها حبه واضناها الوجد فيه وانحلها شدة كلفها به حتى صارت كالخيال المتوسم دنفا ، لا يلهيها من الدنيا شيء ، ولا تسر من أموالها على عرضها وتكاثرها

مطاح


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة