|
|
صفحة: 161
اثنان منها يذم السالي فيهما على كل وجه ، وهما الملل والاستبدال ، وواحد منها يذم السالي فيه ولا يذم المتصبر ، وهو الحياء كما قدمنا . وأربعة من المحبوب ، منها واحد يذم الناي فيه ولا يذم المتصبر ، وهو الهجر الدائم . وثلاثة لا يذم السالي فيها على أي وجه كان ناسيا أو متصبرا ، وهي النفار والجفاء والغدر . ووجه ثامن وهو من قبل الله عز وجل ، وهو اليأس إما بموت أو بين أو آفة تزمن . في هذه معذور . وعني أخبرك أني جبلت على طبيعتين لا يهنئني معهما عيش أبدا ، وإني لأبرم بحياتي باجتماعهما وأود التثبت من نفسي أحيانا لأفقدها أنا بسببه من النكد من أجلهما ، وهما : وفاء لا يشوبه تلون قد استوت فيه الحضرة والعيب ، والباطن والظاهر ، تولده الألفة التي لم تعزف بها نفسي عما دربته ، ولا تتطلع إلى عدم من صحبته ، وعزة نفس لاتقر على الضيم ، مهتمة لأقل ما يرد عليها من تغير المعارف مؤثرة للموت عليه . فكل واحدة من هاتين السجيتين تدعو إلى نفسها وإني لأجفى فأحتمل ، وأستعمل الأناة الطويلة ، والتلوم الذي لا يكاد يطيقه أحد ، فإذا أفرط الأمر وحميت نفسي تصبرت ، وفي القلب ما فيه وفي ذلك أقول قطعة ، منها : لي حلتان أذاقاني الأسى جرعا ونــغــصــا عيشي واســتــهــلــكــا جلدي كلتاهما تطبينى نحو جبلـتـهـا كالصيد ينشب بن الذئب والأسد وفــاء صــدق فما فــارقــت ذا مـقة فـــــــزال حــــزنــــي عـــلـــيـــه آخـــــر الأبـــــــد وعــزة لا يحل الضيم ساحتـهـا صــــرامــــة فـــيـــه بـــــالأمـــــوال والـــولـــــــد
|
مطاح
|
|