|
|
صفحة: 151
دعـــونـــي وســـبـــي لــلــحــبــيــب فـإنـنـي وإن كنت أبدي الهجر لست معاديا ولــكــن ســبــى لــلــحــبــيــب كـقـولـهـم أجــــــاد فــلـــــقـــــاه الإلـــــــــه الـــــــدواهـــــــيـــا والناس ضد هذا ، وكل هذا فعلى قدر طبيعة الإنسان وإجابتها وامتناعها وقوة تمكن الحب من القلب أو ضعفه ، وفي ذلك أقول ، وسميت السالي فيه المتصبر ، قطعة منها : نــاســي الأحـــبـــة غــيــر مـــن يسلـوهـم حــكــم المــقــصــر غــيــر حــكــم المــقــصــر مـــا قـــاصـــر لــلــنــفــس غــيــر مجيبـهـا مــــا الـــصـــابـــر المـــطـــبـــوع كــالمــتــصــبـــــر والأسباب الموجبة للسلو المنقسم هذين القسمين كثيرة ، وعلى حسبها وبمقدار الواقع منها يعذر للسالي ويذم . فمنها الملل ، وقد قدمنا الكلام عليه ، وإن من كان سلوه عن ملل فليس حبه حقيقة ، والمتسم به صاحب دعوى زائفة ، وإنما هو طالب لذة ومبادر شهوة ، والسالي من هذا الوجه ناس مذموم 0 ومنها الاستبدال ، وهو وإن كان يشبه الملل ففيه معنى زائد ، وهو بذلك المعنى أقبح من الأول وصاحبه أحق بالذم . ومنها حياء مركب يكون في المحب يحول بينه وبين التعريض بما يجد ، فيتطاول الأمر ، وتتراخى المدة ، ويبلى جديد المودة ، ويحدث السلو . وهذا وجه إن كان السالي عنه ناسيا فليس بمنصف ، إذ منه جاء سبب الحرمان ، وإن كان متصبرا فليس بملوم ، إذ آثر الحياء على لذة نفسه . وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الحياء من الإيمان والبذاء من النفاق . ( وحدثنا أحمد بن محمد عن
|
مطاح
|
|