|
|
صفحة: 146
ومـــــا أشـــكـــو لــعــمــر الـــلـــــــه حـــــمـــــى فـــقـــال أرى الـــتـــفـــاتـــا وارتـــــــقـــــــابـــــــا وأحــــســــب أنــــهــــا الــــســــوء فــانـــــظـــــر فـــقـــلـــت لـــــه كـــامـــــــك ذا مـــــحـــــال فــــــأطــــــرق بـــــــــاهـــــــــتـــــــــا مـــــــمـــــــا رآه فـــقـــلـــت لـــــــه دوائـــــــــي مـــــــنـــــــه دائـــــي وشــــاهــــد مــــا أقـــــــول يـــــرى عـــــيــانـــــا وتـــــريـــــاق الأفـــــاعـــــي لـــــــيـــس شـــــيء وإن الحــــــر فـــــي جـــســـمـــي قـــــلـــــيــل وأفـــــــكـــــــارا وصـــــــمـــــــتـــــــا لا يـــــزول لـــنـــفـــســـك إنـــــهـــــا عـــــــــــرض ثـــــقـــــيــل فـــمـــا لـــلـــدمـــع مـــــن عـــيـــنـــــــي يــســـــيــل ألا فـــــي مـــثـــل ذا بـــهـــت الــنـــــبـــــيــل ألا فـــــي مـــثـــل ذا ضـــلـــت عــقـــــول فــــروع الــنــبــت إن عــكــســت أصـــول ســـــــواه بــــبــــره مـــــا لــــدغــــت كـــــفـــــيــل وحدثني أبو بكر محمد بن بقي الحجري ، وكان حكيم الطبع عاقلا فهيما ، عن رجل من شيوخنا لا يمكن ذكره ، أنه كان ببغداد في خان من خاناتها فرأى ابنة لوكيلة الخان فأحبها وتزوجها ، فلما خلا بها نظرت إليه وكانت بكرا ، وهو قد تكشف لبعض حاجته ، فراعها كبر أيره ، ففرت إلى أمها وتفادت منه . فرام بها كل من حواليها أن ترد إليه ، فأبت وكادت أن تموت ، ففارقها ثم ندم ، ورام أن يراجعها فلم يمكنه ، واستعان بالأبهري وغيره . فلم يقدر أحد منهم على حيلة في أمره ، فاختلط عقله وأقام في المارستان يعاني مدة طويلة حتى نقه وسلا وما كاد ، ولقد كان إذا ذكرها يتنفس الصعداء . قد تقدم في أشعاري المذكورة في هذه الرسالة : من صفة النحول مفرقا ما استغنيت به عن أن أذكر هنا من سواها شيئا خوف الإطالة . والله المعين والمستعان .
|
مطاح
|
|