|
|
صفحة: 143
فبينت كما ترى أني قانع بالاجتماع مع من أحب في علم الله ، الذي السموات والأفلاك والعوالم كلها وجميع الموجودات لا تنفصل منه ولا تتجزأ فيه ولا يشذ عنه منها شيء ، ثم اقتصرت من علم الله تعالى على أنه في زمان ، وهذا أعم مما قاله غيري في إحاطة الليل والنهار ، وإن كان الظاهر واحدا في البادي إلي السامع؛ لأن كل المخلوقات واقعة تحت الزمان ، وإنما الزمان اسم موضوع لمرور الساعات وقطع الفلك وحركاته وأجرامه ، والليل والنهار متولدان عن طلوع الشمس وغروبها ، وهما متناهيان في بعض العالم الأعلى ، وليس هذا الزمان ، فإنهما بعض الزمان ، وإن كان لبعض الفلاسفة قول إن الظل متماد ، فهذا يخطئه العيان ، وعلل الرد عليه بينة ليس هذا موضعها ، ثم بينت أنه وإن كان في أقصى المعمور من المشرق وأنا في أقصى المعمور من المغرب ، وهذا طول السكنى ، فليس بيني وبينه إلا مسافة يوم؛ إذ الشمس تبدو في أول النهار في أول المشارق وتغرب في آخر النهار في آخر المغارب . ومن القنوع فصل أورده وأستعيذ بالله منه ومن أهله ، واحمده على ما عرف نفوسنا من منافرته ، وهو أن يضل العقل جملة ، ويفسد القريحة ، ويتلف التمييز ويهون الصعب ، ويذهب الغيرة ، ويعدم الأنفة ، فيرضى الإنسان بالمشاركة فيمن يحب . وقد عرض هذا لقوم أعاذنا الله من البلاء . وهذا لا يصح إلا مع كلبية في الطبع ، وسقوط من العقل الذي هو عيار على ما تحته ، وضعف حس . ويؤيد هذا كله حب شديد معم . فإذا اجتمعت هذه الأشياء وتلاحقت بمزاج
|
مطاح
|
|