|
|
صفحة: 142
وما شئت من أخاق أروع ماجد تنغض عندي كل ما قد وصفتـه فيا ليتني في السجن وهو معانقي فمن رام منا أن يبـدل حـالـه فــا عــاش إلا فــي شــقــاء ونـكـبة كــريم السجايا للفخـار مـشـيد ولم يهنني إذ غاب عني سـيدي وأنــتــم معا فــي قصر دار المجدد بــحــال أخــيــه أو بمــلـــــك مـخـلـد ولا زال في بؤسي وخزي مردد فقال هو ومن حضر : آمين آمين . وهذه الوجوه التي عددت وأوردت في حقائق القناعة هي الموجودة في أهل المودة ، بلا تزيد ولا إعياء . وللشعراء فن من القنوع أرادوا فيه إظهار غرضهم وإبانة اقتدارهم على المعاني الغامضة والمرمى البعيدة ، وكل قال على قدر قوة طبعه ، إلا أنه تحكم باللسان وتشدق في الكلام واستطال بالبيان ، وهو غير صحيح في الأصل : فمنهم من قنع بأن السماء تظله هو ومحبوبه والأرض تقلهما . ومنهم من قنع باستوائهما في إحاطة الليل والنهار بهما ، وأشباه هذا : وكل مبادر إلى احتواء الغاية في الاستقصاء ، وإحراز قصب السبق في التدقيق . ولي في هذا المعنى قول لا يمكن لمتعقب أن يجد بعده متناولا ، ولا وراءه مكانا ، مع تبيني علة قرب المسافة البعيدة ، وهو : وقــالــوا بعيد قلت حسبي بـأنـه تمــر على الشمس مثل مــرورهــا فمن ليس بيني في المسير وبينه وعــلــم إلـــه الخــلــق يجمعنا مـعـا معي فــي زمـــان لا يطيق محيدا بـــه كـــل يــــوم يــســتـــــنـــــيــر جـــــديــدا سوى قطع يوم هل يكون بعيدا كفى ذا الــتــدانــي مــا أريـــد مــزيــدا
|
مطاح
|
|