|
|
صفحة: 140
ذلك باطل وبعض وساوس الإشفاق : والثالث محب داني الديار يرى أن النتائي قد فدحه ، فيكترث ويوجل ثم ينتبه فيذهب مابه ويعود فرحا . وفي ذلك أقول قطعة ، منها : رأيــتــك فــي نــومــي كــأنــك راحـل وقمنا إلى التوديع والدمع هامل وزال للكرى عني وأنت معانقي وغــمــي إذا عاينـت ذلـــــك زائــل فــجــددت تعنيقا وضــمــا كأنـنـي عليك مــن الــبــن المــفــرق واجـل والرابع محب نائي المزار ، يرى أن المزار قد دنا ، والمنازل قد تصاقبت فيرتاح ويأنس إلى فقد الأسى ، ثم يقوم من سنته فيرى أن ذلك غير صحيح ، فيعود إلى أشد ما كان فيه من الغم ، وقد جعلت في بعض قولي علة النوم والطمع في طيف الخيال ، فقلت : طاف الخيال على مستهتر كلف لولا ارتقاب مزار الطيف لم ينم لا تعجبوا إذ سرى والليل معتكر فنوره مذهب في الأرض للظلم ومن القنوع أن يقنع المحب بالنظر إلى الجدران ورؤية الحيطان التي تحتوي على من يحب ، وقد رأينا من هذه صفته . ولقد حدثني أبو الوليد أحمد بن محمد ابن إسحاق الخازن رحمه الله عن رجل جليل ، أنه حدث عن نفسه بمثل هذا ومن القنوع أن يرتاح المحب ، إلى أن يرى من رأى محبوبه ويأنس به ومن أتى من بلاده ، وهذا كثير . وفي ذلك أقول : تـــوحـــش مــــن ســـكـــانـــه فــكــأنــهــم مـــســـاكـــن عــــــاد أعـــقـــبـــتـــه ثــمــود
|
مطاح
|
|