|
|
صفحة: 137
لمـــــا مـــنـــعـــت الـــــقـــــرب مـــــن ســـيـــدي صـــــــــرت بــــــإبــــــصــــــاري أثـــــــــوابـــــــــه كــــــــذاك يــــعــــقــــوب نــــبــــي الـــــــهـــــــدى شـــــم قـــمـــيـــصـــا جـــــــاء مـــــن عـــــنـــــده ولــــــج فـــــي هــــجــــري ولــــــم يــنــصــف أو بـــعـــض مـــــا قـــــد مـــســـه أكــتــفــي إذ شــــفــــه الحـــــــــزن عــــلــــى يـــوســـف وكـــــــــان مــــكــــفــــوفــــا فـــمـــنـــه شــفـــــي وما رأيت قط متعاشقين إلا وهما يتهاديان خصل الشعر مبخرة بالعنبر مرشوشة بماء الورد ، وقد جمعت في أصلها بالمصطكي وبالشمع الأبيض المصفى ولفت في تطاريف الوشي والخز وما أشبه ذلك لتكون تذكرة عند البين . وأما تهادي المساويك بعد مضغها والمصطكي إثر استعمالها فكثير بين كل متحابين قد حظر عليهما اللقاء . وفي ذلك أقول قطعة منها : أرى ريــقــهــا مــــاء الـــــحـــــيــاة تـيقـنـا على أنها لم تبق لي في الهوى حشى خبر : وأخبرني بعض إخواني عن سليمان بن أحمد الشاعر أنه رأى ابن سهل الحاجب بجزيرة صقلبة ، وذكر أنه كان غاية في الجمال ، فشاهده يوما في بعض المتنزهات ماشيا وامرأة خلفه تمشي إليه ، فلما أبعد أتت إلى المكان الذي قد أثر فيه مشيه فجعلت تقبله وتلثم الأرض التي فيها أثر رجله . وفي ذلك أقول قطعة ، أولها : يــلــومــونــنــي فــي مــوطــى خــفــه خـطـا فــيــأهــل أرض لاتجـــــود ســحـــــابـــــهـــــا خـــذوا مــن تـــراب فيه مــوضــع وطئه فـــكـــل تــــــراب واقـــــــــع فـــــيــه رجـــــلـــــه ولو علموا عاد الذي لام يحـسـد خذوا بوصاتي تستقلوا وتحمـدوا وأضــمــن أن المحــل عنكم يبـعـد فذاك صعيد طيب ليس يجـحـد
|
مطاح
|
|