|
|
صفحة: 126
هــــذا ومــــا آمــــل تــوصـــــا ســـــوى صـــــدق وفــــــاء بـــــقـــــديم الـــــــــوداد فـــالمـــرن قـــد تــطــلــب لا لـلـحـيا لــكــن لــظــل بـــــارد ذي امـــــتـــــداد ويقع في هذين الصنفين من البين الوداع ، أعني رحيل المحب أو رحيل الحبوب . وإنه لمن المناظر الهائلة والمواقف الصعبة التي تفتضح فيها عزيمة كل ماضي العزائم ، وتذهب قوة كل ذي بصيرة ، وتسكب كل عين جمود ، ويظهر مكنون الجوى . وهو فصل من فصول البين يجب التكلم فيه ، كالعتاب في باب الهجر . ولعمري لو أن ظريفا يموت في ساعة الوداع لكان معذورا إذا تفكر فيما يحل به بعد ساعة من انقطاع الآمال ، وحلول الأوجال ، وتبدل السرور بالحزن . وإنها ساعة ترق القلوب القاسية ، وتلين الأفئدة الغلاظ . وإن حركة الرأس وإدمان النظر والزفرة بعد الوداع لهاتكة حجاب القلب ، وموصلة إليه من الجزع بمقدار ما تفعل حركة الوجه في ضد هذا . والإشارة بالعين والتبسم ومواطن الموافقة والوداع ينقسم قسمين ، أحدهما لا يتمكن فيه إلا بالنظر والإشارة ، والثاني يتمكن فيه بالعناق والملازمة ، وربما لعله كان لا يمكن قبل ذلك البتة مع تجاور المحال وإمكان التلاقي ، ولهذا تمنى بعض الشعراء البين ومدحوا يوم النوى ، وما ذاك بحسن ولا بصواب ولا بالأصيل من الرأي ، فما يفي سرور ساعة بحزن ساعات ، فكيف إذا كان البين أياما وشهورا وربما أعواما ، وهذا سوء من النظر ومعوج من القياس ، وإنما أثنيت على النوى في شعري تمنيا لرجوع يومها ، فيكون في كل يوم لقاء ووداع . على أن تحمل مضض هذا الاسم الكريه ، وذلك عند ما
|
مطاح
|
|