|
|
صفحة: 121
الباب الرابع والعشرون البين وقد علمنا أنه لا بد لكل مجتمع من افتراق ، ولكل دان من تناء ، وتلك عادة الله في العباد والبلاد حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين . وما شيء من دواهي الدنيا يعدل الافتراق ، ولو سألت الأرواح به فضلا عن الدموع كان قليلا . وسمع بعض الحماء قائلا يقول : الفراق أخو الموت ، فقال : بل الموت أخو الفراق . والبين ينقسم أقساما : فأولها مدة يوقن بانصرامها وبالعودة عن قريب ، وإنه لشجي في القلب ، وغصة في الحلق لا تبرأ إلا بالرجعة ، وأنا أعلم من كان يغيب من يحب عن بصره يوما واحدا فيعتريه من الهلع والجزع وشغل البال وترادف الكرب ما يكاد يأتي عليه . ثم بين منع من اللقاء ، وتحظير على المحبوب من أن يراه محبه ، فهذا ولو كان من تحبه ومعك في دار واحدة فهو بين : لأنه بائن عنك . وإن هذا ليولد من الحزن والأسف غير قليل ، ولقد جربناه فكان مرا ، وفي ذلك أقول :
|
مطاح
|
|