|
|
صفحة: 119
الباب الثالث والعشرون الغدر وكما أن الوفاء من سرى النعوت ونبيل الصفات ، فكذلك الغدر من ذميمها ومكروها ، وإنما يسمى غدرا من البادي . وأما المقارض بالغدر على مثله ، وإن استوى معه في حقيقة الفعل فليس بغدر ولا هو معيبا بذلك ، والله عز وجل يقول : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها . ( وقد علمنا أن الثانية ليست بسيئة ولكن لما جانست الأولى في الشبه أوقع عليها مثل اسمها ، وسيأتي هذا مفسرا في باب السلو إن شاء الله . ولكثرة وجود الغدر في المحبوب استغرب الوفاء منه فصار قليله الواقع منهم يقاوم الكثير الموجود في سواهم . وفي ذلك أقول : قـــلـــيـــل وفــــــــاء مـــــن يــــهــــوى يــجـــــل وعـــظـــم وفـــــاء مـــن يـــهـــوى يقل فـــــــنـــــــادرة الجــــــبــــــان أجــــــــل مـــــمـــــا يـــجـــيء بــــه الـــشـــجـــاع المــســتــقــل ومن قبيح الغدر أن يكون للمحب سفير إلى محبوبه يستريح إليه بأسراره فيسعى حتى يقلبه إلى نفسه ويستأثر به دونه . وفيه أقول :
|
مطاح
|
|