|
|
صفحة: 114
صحة الوفاء وهذه الصفة حسنة جدا وواجب استعمالها في كل وجه من وجوه معاملات الناس فيما بينهم على أي حال كانت . خبر : ولعهدي برجل من صفوة إخواني قد تعلق بجارية فتأكد الود بينهما ، ثم غدرت بعهده ونقضت وده وشاع خبرهما ، فوجد لذلك وجدا شديدا . خبر : وكان لي مرة صديق ففسدت نيته بعد وكيد مودة لا يكفر بمثلها ، وكان علم كل واحد منا سر صاحبه ، وسقطت المؤونة ، فلما تغير علي أفشى كل ما اطلع لي عليه مما كنت اطلعت منه على أضعافه ، ثم اتصل به أن قوله في قد بلغني ، فجزع لذلك وخشي أن أقارضه على قبيح فعلته . وبلغني ذلك فكتبت إليه شعرا أؤنسه فيه وأعمله أني لا أقارضه . خبر : ومما يدخل في هذا الدرج ، وإن كان ليس منه ولا هذا الفصل المتقدم من جنس الرسالة والباب ولكنه شبيه له على ما قد ذكرنا وشرطنا ، وذلك أن محمد بن وليد بن مكسير الكاتب كان متصلا بي ومنقطعا إلى أيام وزارة أبي رحمة الله عليه ، فلما وقع بقرطبة ما وقع وتغيرت أحوال خرج إلى بعض النواحي فاتصل بصاحبها فعرض جاهه وحدثت له وجاهة وحال حسنة . فحللت أنا تلك الناحية في بعض رحلتي فلم يوفني حقي بل ثقل عليه مكاني وأساء معاملتي وصحبتي ، وكلفته في خلال ذلك حاجة لم يقم فيها ولا قعد واشتغل عنها لما ليس في مثله شغل . فكتبت إليه شعرا أعاتبه فيه ، فجاوبني مستعتبا على ذلك . فما كلفته حاجة بعدها . ومما
|
مطاح
|
|