|
|
صفحة: 108
يستفرغ عامة جهده في محبته ، وأن يقيم اليأس من دوامه خصما لنفسه؛ فإذا لاحت له مخايل الملل قاطعة أياما حتى ينشط باله ، ويبعد به عنه ، ثم يعاوده ، فربما دامت المودة مع هذا . وفي ذلك أقول : لا تــــــــــــــــرجــــــــــــــــون مـــــــــــلـــــــــــولا ود المـــــــــــــــــلـــــــــــــــــول فـــــــــدعـــــــــه لــــــــــيــــــــــس المـــــــــــــــلـــــــــــــــول بــــــــعــــــــده عــــــــــــــــــاريــــــــــــــــــة مـــــــــســـــــــتـــــــــــــــــــرده ومن الهجر ضرب يكون متوليه المحب ، وذلك عندما يرى من جفاء محبوبه والميل عنه إلى غيره ، أو لثقيل يلازمه ، فيرى الموت ويتجرع غصص الأسى ، والعض على نقيف الحنظل أهون من رؤية مايكره ، فينقطع وكبده تتقطع ، وفي ذلك أقول : هـــجـــرت مــــن أهـــــــواه لا عــــن قــلــى لــــكــــن عـــيـــنـــي لـــــم تـــطـــــــق نـــــــظـــــــرة فـــالمـــوت أحــلــى مــطــمــعــا مـــن هــوى وفـــــــي الــــــفــــــؤاد الـــــــــنـــــــــار مـــــذكـــــيــة وقـــــــد أبـــــــــــــاح الـــــــلـــــــه فـــــــــي ديـــنـــــــه وقــــد أحــــل الــكــفــر خــــوف الـــــــردى يـــــا عــــجــــبــــا لـــلـــعـــاشـــق الـــــــهـــــــاجـــــــر إلـــــــى مـــحـــبـــا الـــــــــرشـــــــــأ الـــــــغـــــــادر يــــــبــــــاح لـــــــــــلـــــــــــوارد والـــــــــــصـــــــــــادر فــــاعــــجــــب لــــصــــب جـــــــزع صـــابـــــــر تــــقــــيــــة الـــــــــــمـــــــــــأســـــــــــور لـــــــآســـــــر حـــتـــى تــــــرى المـــــؤمـــــن كــالــكـــــافـــــر خبر : ومن عجيب ما يكون فيها وشنيعه أني أعرف من هام قلبه بمتناه عنه نافر منه ، فقاسى الوجد زمنا طويلا ، ثم سنحت له الأيام بسانحة
|
مطاح
|
|