sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 103

يقع من المحب ، وهذا فيه بعض الشدة ، لكن فرحة الرجعة وسرور الرضى يعدل ما مضى ، فإن لرضى المحبوب بعد سخطه لذة في القلب لا تعدلها لذة . وموقفا من الروح لا يفوقه شيء من أسباب الدنيا . وهل شاهد مشاهد أو رأت عين أرقام في فكر ألذ وأشهى من مقام قد قام عنه كل رقيب ، وبعد عنه كل بغيض ، وغاب عنه كل واش ، واجتمع فيه محبان قد تصارما لذنب وقع من المحب منهما وطال ذلك قليلا ، وبدأ بعض الهجر ولم يكن ثم مانع من الإطالة للحديث ، فابتدأ المحب في الاعتذار والخضوع والتذلل والأدلة بحجته من الإدلال والإذلال والتذمم بما سلف ، فطورا يدلي ببراءته ، وطورا يرد بالعفو ويستدعى المغفرة ويقر بالذنب ولا ذنب له ، ولاحبوب في كل ذلك ناظر إلى الأرض يسارقه اللحظ الخفي وربما أدامه فيه ثم يبسم مخفيا لتبسمه ، وذلك علامة الرضى . ثم ينجلي مجلسهما عن قبول العذر ، ويقبل القول ، وامتحت ذنوب النقل ، وذهبت آثار السخط ، ووقع الجواب بنعم وذنبك مغفور ، ولو كان فكيف ولا ذنب ، وختما أمرهما بالوصل الممكن وسقوط العتاب والإسعاد وتفرقا على هذا . هذا مكان تتقاصر دونه الصفات وتتلكن بتحديده الألسنة؛ ولقد وطئت بساط الخلفاء وشاهدت محاضر الملوك فما رأيت هيبة تعدل هيبة محب لمحبوبه ، ورأيت تمكن المتغلبين على الرؤساء وتحكم الوزراء . وانبساط مدبري الدول ، فما رأيت أشد تبجحا ولا أعظم سرورا بما هو فيه من محب أيقن أن قلب محبوبه عنده ووثق بميله إليه وصحة مودته له .

مطاح


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة