|
|
صفحة: 96
ولقد حدثتني امرأة أثق بها أنه شاهدت فتى وجارية كان يجد كل واحد منهما بصاحبه فضل وجد ، قد اجتمعا في مكان على طرب ، وفي يد الفتى سكين يقطع بها بعض الفواكه ، فجراها جرا زائدا فقطع إبهامه قطعا لطيفا ظهر فيه دم ، وكان على الجارية غلالة قصب خزائنية لها قيمة ، فصرفت يدها وخرقيتها وأخرجت منها فضلة شد بها إبهامه . وأما هذا الفعل للمحب فقليل فيما يجب عليه ، وفرض لازم وشريعة مؤداة ، وكيف لا وقد بذل نفسه ووهب روحه فما يمنع بعدها . خبر : وأنا أدركت بنت زكريا بن يحيى التميمي المعروف بابن برطال ، وعمها كان قاضي الجماعة بقرطبة محمد بن يحيى ، وأخوه الوزير القائد الذي كان قتله غالب وقائدين له في الوقعة المشهورة بالثغور ، وهما مروان بن أحمد بن شهيد ويوسف ابن سعيد العكي ، وكانت متزوجة بيحيى بن محمد ابن الوزير يحيى بن إسحاق ، فعاجلته المنية وهو في أغض عيشه وأنضر سرورهما ، فبلغ من أسفها عليه أن باتت معه في دثار واحد ليلة ما ت وجعلته آخر العهد به وبوصله ، ثم لم يفارقها الأسف بعده حين موتها . وإن للوصل المختلس الذي يخاتل به الرقباء ويتحفظ به من الحضر ، مثل الضحك المستور ، والنحنحة ، وجولان الأيدي ، والضغط بالأجناب ، والقرص باليد والرجل ، لموقعا من النفس شهيا . وفي ذلك أقول : إن لـــــلـــــوصـــــل الخــــــفــــــي مـــحـــــــا لـــــــــــذة أمــــــرهـــــــــــــا بـــــــــارتـــــــــقـــــــــاب لــــيــــس لــــلــــوصــــل المـــــكـــــن الجـــلـــي كــــمــــســــيــــر فـــــــي خـــــــــال الـــنـــقـــــــي
|
مطاح
|
|