|
|
صفحة: 95
في استنباط معنى يقيمه عند جلسائه ، لرأيت عجبا ولذة مخيفة لا تقاومها لذة ، و رأيت أجلب للقلوب ولا أغوص على حياتها ولا أنفذ للمقاتل من هذا الغفل ، وإن للمحبين في الوصل من الاعتذار ما أعجز أهل الأذهان الذكية والأفكار القوية . ولقد رأيت في بعض المرات هذا فقلت : إذا مـــــزجـــــت الحـــــــق بـــالـــبـــــــاطـــــــل وفــــيــــهــــمــــا فــــــــرق صـــــــحـــــــيـــح لـــــه كــــالــــتــــبــــر إن تمـــــــــزج بـــــــــــه فـــــــضـــة وأن تـــــصـــــادف صــــائــــغــــا مـــاهـــــــرا جــــــوزت مــــا شـــئـــت عـــلـــى الــغــافــل عـــــامـــــة تـــــبـــــدو إلــــــــى الـــعـــــــاقـــــــل جــــــــازت عـــلـــى كـــــل فـــتـــى جـــاهـــل مـــــيـــــز بـــــــن المحـــــــــض والحـــــــــــائـــــل وإني لأعلم فتى وجارية كان يكلف كل واحد منهما بصاحبه ، فكانا يضطجعان إذا حضرهما أحد وبينهما المسند العظيم من المساند الموضوعة عند ظهور الرؤساء على الفرش ويلتقي رأساهما وراء المسند ويقبل كل واحد منهما صاحبه ولا يريان ، وكأنهما إنما يتمدادن من الكلل . ولقد كان بلغ من تكافئهما في المودة آمرا عظيما ، إلى أن كان الفتى المحب ربما استطال عليها . وفي ذلك أقول : ومــــــن أعــــاجــــيــــب الــــــزمــــــان الــتـــــي رغـــــبـــــة مــــــركــــــوب إلــــــــى راكـــــــــب وطـــــــــــول مـــــــأســـــــور إلـــــــــــــى آســـــــــر مـــا إن ســمــعــنــا فـــي الــــــورى قبلها هـــــل هــــاهــــنــــا وجـــــــه تــــــــراه ســـــــوى طـــمـــت عـــلـــى الــــســــامــــع والـــقـــائـــل وذلــــــــــــة المــــــســـــــــــــؤل لـــــــلـــــــســـــــائـــل وصـــــــولـــــــة المـــــقـــــتـــــول لـــلـــقـــــــاتـــــــل خـــــــضـــــــوع ممـــــــــــول إلـــــــــــــــى آمـــــــــل تــــــواضــــــع المـــــفـــــعـــــول لـــلـــفـــــــاعـــــــل
|
مطاح
|
|