|
|
صفحة: 94
من كل آفة ، وسليمة من كل داخلة . ولقد رأيت من اجتمع له هذا كله إلا أنه كان دهى فيمن كان يحبه بشراسة الأخلاق ، ودالة على المحبة ، فكانا لا يتهنيان العيش ولا تطلع الشمس في يوم إلا وكان بينهما خلاف فيه ، وكلاهما كان مطبوعا بهذا الخلق . لثقة لك واحد منهما بمحبة صاحبه ، إلى أن دنت النوى بينهما فتفرقا بالموت المرتب لهاذ العالم ، وفي ذلك أقول : كيف أذم الـــنـــوى وأظـــلـــمـــهـــا وكـــل أخـــاق مـــن أحـــب نــــوى قــــد كـــــان يــكــفــي هـــــوى أضـــيـــق بــه فــكــيــف إذ حــــل بــــي نـــــوى وهــــوى وروى عن زياد بن أبي سفيان رحمه الله أنه قال لجلساته : من أنعم الناس عيشة؟ قالوا : أمير المؤمنين . فقال : وأين ما يلقى من قريش؟ قيل : فأنت . قال : أين ما ألقى من الخوارج والثغور؟ قيل فمن أيها الأمير . قال : رجل مسلم له زوجة مسلمة لهما كفاف من العيش قد رضيت به ورضى بها لا يعرفنا ولا نعرفه . وهل فيما وافق إعجاب المخلوقين ، وجلا القلوب ، واستمال الحواس . واستهوى النفوس ، واستولى على الأهواء ، واقتطع الألباب ، واختلس العقول ، مستحسن يعدل إشفاق محب على محبوب ولقد شاهدت من هذا المعنى كثيرا ، وإنه لمن المناظر العجيبة الباعثة على الرقة الرائقة المعنى لا سيما إن كان هوى يتكتم به . فلو رأيت المحبوب حين يعرض بالسؤال عن سبب تغضبه بحبه ، وخجلته في الخروج مما وقع فيه بالإعتذار ، وتوجيهه إلى غير وجهه ، وتحليله
|
مطاح
|
|