sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 92

امرأة جزلة الرأي كانت تثق بها لتوليها تربيتها ، فقالت لها : عرضي له بالشعر . ففعلت المرة بعد المرة وهو لا يأبه في كل هذا ، ولقد كان لقنا ذكيا لم يظن ذلك فيميل إلى تنتيش الكلام بوهمه ، إلى أن عيل صبرها وضاق صدرها ولم تمسك نفسها في قعدة كانت لها معه في بعض الليالي منفردين ، ولقد كان يعلم الله عفيفا متصاونا بعيدا عن المعاصي ، فلما حان قيامها عنه بدرت إليه فقبلته في فمه ثم ولت في ذلك الحين ولم تكلمه بكلمة ، وهي تتهادى في مشيها ، كما أقول في أبيات لي : كــأنــهــا حـــن تــخــطــو فـــــي تـــــأودهـــــا كــأنمــا خــلــدهــا فـــي قــلــب عاشـقـهـا كــأنمــا مــشــيــهــا مــشــي الـــــحـــــمـــــامــة لا قضيب نرجسة فــي الـــروض مياس فــفــيــه مــن وقــعــهــا خــطــر ووســـــواس كــــد يـــعـــــــاب ولا بـــــــطء بـــــــه بـــــاس فبهت وسقط في يده وفت في عضده ووجد في كبده وعلته وجمة ، فما هو إلا أن غابت عنه ووقع في شرك الردى واشتعلت في قلبه النار وتصعدت أنفاسه وترادفت أرجاله وكثر قلقه وطال أرقه ، فما غمض تلك الليله عينا ، وكان هذا بدء الحب بينهما دهرا ، إلى أن جذت جملتها يد النوى . وإن هذا لمن مصائد إبليس ودواعي الهوى التي لا يقف لها أحد ألا من عصمه الله عز وجل . ومن الناس من يقول : إن دوام الوصل يودي بالحب ، وهذا هجين من القول ، إنما ذلك لأهل الملل ، بل كلما زاد وصلا زاد اتصالا . وعني أخبرك أني ما رويت قط من ماء الوصل ولا زادني إلا ظلما .

مطاح


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة