|
|
صفحة: 74
الفتيات ، لأن الفتيات منهن ربما كشفن ما علمن على سبيل التغاير ، وهذا لا يكون إلا في الندرة . وأما العجائز فقد يئسن من أنفسهن فانصرف الإشفاق محضا إلى غيرهن . خبر : وإني لأعمل امرأة موسرة ذات جوار وخدم فشاع على إحدى جواريها أنها تعشق فتى من أهلها ويعشقها وأن بينهما معاني مكروهة ، وقيل لها : إن جاريتك فلانة تعرف ذلك وعندها جلية أمرها . فأخذتها وكانت غليظة المقوبة فأذاقتها من أنواع الضرب والإيذاء مالا يصبر على مثله جلداء الرجال ، رجاء أن تبوح لها بشيء مما ذكر لها ، فلم تفعل البتة . خبر : وإني لأعلم امرأة جليلة حافظة لكتاب الله عز وجل ناسكة مقبلة على الخير ، وقد ظفرت بكتاب لفتى إلى جارية كان يكلف بها ، وكان في غير ملكها ، فعرفته الأمر فرام الإنكار فلم يتهيأ له ذلك ، فقالت له : مالك؟ ومن ذا عصم؟ فلا تبال بهذا فوالله لا أطلعت على سر كما أحدا أبدا ، ولو أمكنتني أن أبتاعها لك من مالي ولو أحاط به كله لجعلتها لك في مكان تصل إليها فيه ولا يشعر بذلك أحد؛ وإنك لترى المرأة الصالحة المسنة المنقطعة الرجاء من الرجال ، وأحب أعمالها إليها وأرجاها للقبول عندها سعيها في تزويج يتيمة ، وإعارة ثيابها وحليها لعروس مقلة . وما أعلم علة تمكن هذا الطبع من النساء إلا أنهن متفرغات البال من كل شيء إلا من الجماع ودواعيه ، والغزل وأسبابه ، والتآلف ووجوهه لاشغل لهن غيره ولا خلقن
|
مطاح
|
|