|
|
صفحة: 57
لــلــســر عــنــدي مــكـــــان لـــــو يــحـــــل بـه حــى إذا لا اهــتــدى ريــب المــنــون لـه أمـــيـــتـــه وحـــــــــيــــاة الـــــــســـــــر مـــــيــتـــــتـــــه كما ســرور المعنى في الهوى الوله وربما كان سبب الكتمان توقي المحب على نفسه من إظهار سره ، لجلالة قدر المحبوب . خبر : ولقد قال بعض الشعراء بقرطبة شعرا تغزل فيه بصبح أم المؤيد رحمه الله . فغنت به جارية أدخلت على المنصور محمد بن أبي عامر ليبتاعها ، فأمر بقتلها . خبر : وعلى مثل هذا قتل أحمد بن مغيث . واستئصال آل مغيث والتسجيل عليهم ألا يستخدم بواحد منهم أبدا حتى كان سببا لهلاكهم وانقراض بيتهم فلم يبق منهم إلا الشريد الضال . وكان سبب ذلك تغزله بإحدى بنات الخلفاء ومثل هذا كثير . ويحكى عن الحسن بن هانئ أنه كان مغرما بحب محمد بن خارون المعروف بابن زبيدة . وأحس منه ببعض ذلك فانتهره ، على إدامة النظر إليه . فذكر عنه أنه قال إنه كان لا يقدر أن يديم النظر إليه إلا مع غلبة السكر على محمد . وربما كان سبب الكتمان ألا ينفر المحبوب أو ينفر به . فإني أدري من كان محبوبة له سكنا وجليسا ، لوباح بأقل سبب من أنه يهواه لكان منه مناط الثريا قد تعلت نجومها . وهذا ضرب من السياسة ، ولقد كان يبلغ من انبساط هذا المذكور مع محبوبه إلى فوق الغابة وأبعد النهاية ، فما هو إلا أن باح إليه بما يجد فصار لا يصل إلى التافه اليسير مع التيه ودالة الحب وتمنع الثقة
|
مطاح
|
|