|
|
صفحة: 49
مكانا ، لأنها نورية لاتدرك الألوان بسواها ، ولا شيء أبعد مرمى ولا أنأى غاية منها ، لأنها تدرك بها أجرام الكواكب التي في الأفلاك البعيدة ، وترى بها السماء على شدة ارتفاعها وبعدها ، وليس ذلك إلا لاتصالها في طبع خلقتها بهذه المرآة ، فهي تدركها وتصل إليها بالنظر ، لا على قطع الأماكن والحلول في المواضع وتنقل الحركات ، وليس هذا لشيء من الحواس مثل الذوق واللمس لا يدركان إلا بالمجاورة ، والسمع والشم لا يدركان إلا من قريب . ودليل على ما ذكرناه من النظر أنك ترى المصوت قبل سماع الصوت ، وإن تعمدت إدراكهما معا . وإن كان إدراكهما واحدا لما تقدمت العين السمع .
|
مطاح
|
|