|
|
صفحة: 42
صحبوه . وما أقول إن ذلك كان تصنعا لكن طبعا حقيقيا واختيارا لا دخل فيه ، ولا يرون سواه ، ولا يقولون في طي عقدهم بغيره . وإني لأعرف من كان في جيد حبيبه بعض الوقص فما استحسن أغيد ولا غيداء بعد ذلك . وأعرف من كان أول علاقته بجارة مائلة إلى القصر فما أحب طويلة بعد هذا . وأعرف أيضا من هوى جارية في فمها فوه لطيف فلقد كان يتقذر كل فم صغير ويذمه ويكرهه الكراهية الصحيحة . وما أصف عن منقوصي الحظوظ في العلم والأدب لكن عن أوفر الناس قسطا في الإدراك ، وأحقهم باسم الفهم والدراية . وعني أخبرك أني أحببت في صباي جارية لي شقراء الشعر فما استحسنت من ذلك الوقت سوداء الشعر ، ولو أنه على الشمس أو على صورة الحسن نفسه وإني لأجد هذا في أصل تركيبي من ذلك الوقت ، لا تؤاتيني نفسي على سواه ولا تحب غيره البتة ، وهذا العارض بعينه عرض لأبي رضي الله عنه وعلى ذلك جرى إلى أن وافاه أجله . وأما جماعة خلفاء بني مروان - رحمهم الله - ولا سيم ولد الناصر منهم ، فكلهم مجبولون على تفضيل الشقرة ، لا يختلف في ذلك منهم مختلف . وقد رأيناهم ورأينا من رآهم من لدن دولة الناصر إلى الآن فما منهم إلا أشقر نزاعا إلى أمهاتهم ، حتى قد صار ذلك فيهم خلقة ، حاشى سليمان الظافر رحمه الله ، فإني رأيته أسود اللمة واللحية . وأما الناصر والحكم والمستنصر رضي الله عنهما فحدثني الوزير أبي
|
مطاح
|
|