|
|
صفحة: 39
فــلــم يـــدن مــنــهــا عــزمــهــا وانتقاضها يــــؤكــــد ذا أنــــــا نــــــرى كـــــــل نـــــشـــــأة ولـــكـــنـــنـــي أرض عــــــــزاز صــلـــــيــبــة فــمــا نـــفـــدت مــنــهــا لــديــهــا عــروقــهـــــا ولــــم يــنــأ عــنــهــا مــكــثــهــا وازديـــادهـــــــا تــتــم ســـريـــعـــا عـــن قـــريـــب مــعــادهـــــا مــنــيــع إلـــى كـــل الـــغـــروس انــقــيــادهــا فــلــيــســت تــبــالــي أن تجــــود عــهــادهــا ولا يظن ظان ولا يتوهم متوهم أن كل هذا مخالف لقولي المسطر في صدر الرسالة ، أن الحب اتصال بين النفوس في أصل عالمها العلوي ، بل هو مؤكد له . فقد علمنا أن النفس في هذا العالم الأدنى قد غمرتها الحجب ، ولحقتها الأغراض ، وأحاطت بها الطبائع الأرضية الكونية ، فسترت كثيرا من صفاتها وإن كانت لم تحله ، لكن حالت دونه فلا يرجى الاتصال على الحقيقة إلا بعد التهيؤ من النفس والاستعداد له ، وبعد إيصال المعرفة إليها بما يشاكلها ويوافقها ، ومقابلة الطبائع التي خفيت مما يشابهها من طبائع المحبوب ، فحينئذ يتصل اتصالا صحيحا بلا مانع . وأما ما يقع من أول وهلة ببعض أعراض الاستحسان الجسدي ، واستطراف البصر الذي لا يجاوز الألوان ، فهذا سر الشهوة ومعناها على الحقيقة فإذا غلبت الشهوة وتجاوزت هذا الحد ووافق الفصل اتصال نفساني تشترك فيه الطبائع مع النفس يسمى عشقا . ومن هنا دخل الخلط على من يزعم أن يحب اثنين ويعشق شخصين متغايرين ، فإنما هذا من جهة الشهوة التي ذكرنا آنفا ، وهي على المجاز تسمى محبة لا على التحقيق ، وأما نفس المحب فما في الميل
|
مطاح
|
|