|
|
صفحة: 29
الباب الثالث من أحب في النوم ولا بد لكل حب من سبب يكون له أصلا ، وأنا مبتدئ بأبعد ما يمكن أن يكون من أسبابه ليجري الكلام على نسق ، أو أن يبتدأ أبدا بالسهل والأهون . فمن أسبابه شيء لولا أني شاهدته لم أذكره لغرابته . خبر : وذلك أني دخلت يوما على أبي السري عمار بن زياد صاحبنا مولى المؤيد فوجدته مفكرا مهتما فسألته عما به ، فتمنع ساعة ثم قال : لي أعجوبة ما سمعت قط ، قلت : وما ذاك؟ قال : رأيت في نومي الليلة جارية فاستيقظت وقد ذهب قلبي فيها وهمت بها وإني لفي أصعب حال من حبها ، ولقد بقي أياما كثيرة تزيد على الشهر مغموما مهموما لا يهنئه شيء وجدا ، إلى أن لمته وقلت له : من الخطأ العظيم أن تشغل نفسك بغير حقيقة ، وتعلق وهمك بمعدوم لا يوجد ، هل تعلم من هي؟ قال : لا والله ، قلت : إنك لقليل الرأي مصاب البصيرة إذ تحب من لم تره قط ولا خلق ولا هو في الدنيا ، ولو عشقت صورة من صور الحمام لكنت عندي أعذر . فما زلت به حتى سلا وما كاد . وهذا عندي من حيث النفس وأضغاثها ، وداخل في باب التمني
|
مطاح
|
|