|
|
صفحة: 27
وإن أمـــرأ لــم يفن حسن اصطباره إذا كــتــم المـــشـــغـــوف ســـر ضــلــوعـــــه إذا مــا جفون العن سالت شئونها عـــلـــيـــك وقــــــد فـــارقـــتـــــــه لـــــجـــــلـــــيــد فـــإن دمــــوع الــعــن تــبــدي وتفضـح فـــفـــي الـــقـــلـــب داء لـــلـــغـــرام مــبـــــرح ويعرض في الحب سوء الظن واتهام كل كلمة من أحدهما وتوجيهها إلى غير وجهها ، وهذا أصل العتاب بين المحبين . وإني لأعلم من كان أحسن الناس ظنا وأوسعهم نفسا وأكثرهم صبرا وأشدهم احتمالا وأرحبهم صدرا ، ثم لا يحتمل ممن يحب شيئا ولا يقع له معه أيسر مخالفة حتى يبدي من التعديد فنونا ومن سوء الظن وجوها . وفي ذلك أقول شعرا ، منه : أســـــــــيء ظــــنــــي بــــكــــل مـــــحـــــتـــــقـــــر كـــي لا يــــرى أصــــل هـــجـــرة وقــلــى وأصـــــــل عـــظـــم الأمــــــــور أهــونـــــهـــــا تـــــأتـــــي بــــــه والحــــقــــيــــر مــــــن حـــــقـــــر فــــالــــنــــار فـــــي بــــــدء أمــــرهـــــــــا شـــــــرر ومــــن صــغــيــر الـــنـــوى تــــرى الــشــجــر وترى المحب ، إذا لم يثق بنقاء طوية محبوبه له ، كثير التحفظ مما لم يكن يتحفظ منه قبل ذلك ، مثقفا لكلامه ، مزينا لحركاته ومرامي طرفه ، ولا سيما إن دهى بمتجن وبلى بمعربد . ومن آياته مراعاة المحب لمحبوبه ، وحفظه لكل ما يقع منه ، وبحثه عن أخباره حتى لا تسقط عنه دقيقة ولا جليلة ، وتتبعه لحركاته . ولعمري لقد ترى البليد يصير في هذه الحالة ذكيا ، والغافل فطنا . خبر : ولقد كنت يوما بالمرية قاعدا في دكان إسماعيل بن يونس
|
مطاح
|
|