|
|
صفحة: 15
لأجزائها حيث كانت إلا بعد القدح ومجاورة الجرمين بضغطهما واصطكاكهما ، وإلا فهي كامنة في حجرها لا تبدو ولا تظهر . ومن الدليل على هذا أيضا أنك لا تجد اثنين يتحابان إلا وبينهما مشاكلة واتفاق الصفات الطبيعية لا بد من هذا وإن قل ، وكلما كثرت الأشباه زادت المجانسة وتأكدت المودة فانظر هذا تراه عيانا ، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكده : ( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ،( وقول مروى عن أحد الصالحين : أرواح المؤمنين تتعارف . ولهذا ما اغتم أبقراط حين وصف له رجل من أهل النقصان يحبه ، فقيل له في ذلك ، فقال : ما أحبني إلا وقد وافقته في بعض أخلاقه . وذكر أفلاطون أن بعض الملوك سجنه ظلما ، فلم يزل يحتج عن نفسه حتى اظهر براءته ، وعلم الملك أنه له ظالم ، فقال له وزيره الذي كان يتولى إيصال كلامه إليه : أيها الملك ، قد استبان لك أنه بريء فمالك وله؟ فقال الملك : لعمري مالي إليه سبيل ، غير أني أجد لنفسي استثقالا لا أدري ما هو . فأدى ذلك إلى أفلاطون . قال : فاحتجت أن أفتش في نفسي وأخلاقي أجد شيئا أقابل به نفسه وأخلاقهما مما يشبهها ، فنظرت في أخلاقه فإذا هو محب للعدل كاره للظلم ، فميزت هذا الطبع في ، فما هو إلا أن حركته هذه الموافقة وقابلت نفسه بهذا الطبع الذي بنفسي فأمر بإطلاقي وقال لوزيره : قد انحل كل ما أجد في نفسي له . وأما العلة التي توقع الحب أبدا في أكثر الأمر على الصورة الحسنة ،
|
مطاح
|
|