|
|
صفحة: 13
ولى مع انقضائه . وفي ذلك أقول : ودادي لك الباقي على حسب كونه ولـــيـــســـت لـــــــه غـــــيــر الإرادة عـــــلــة إذا مــا وجــدنــا الــشــيء عــلــة نفـسـه وإمــــــا وجـــــدنـــــاه لـــــــشـــــــيء خـــــافـــــه تناهى فلم ينقص بــشــيء ولــم يزد ولا ســبــب حـــاشـــاه يــعــلـــــمـــــه أحـــــد فــذاك وجــود ليس يفنى على الأبــد فـــإعـــدامـــه فـــي عــدمــنــا مـــا لـــــه وجـــــد ومما يؤكد هذا القول أننا علمنا أن المحبة ضروب . فأفضلها محبة المتحابين في الله عزوجل؛ إما لاجتهاد في العمل ، وإما لاتفاق في أصل النحلة والمذهب ، وإما لفضل علم يمنحه الإنسان ومحبة القرابة ، ومحبة الألفة والاشتراك في المطالب ، ومحبة التصاحب والمعرفة ومحبة البر يضعه المرء عند أخيه ، ومحبة الطمع في جاه المحبوب ، ومحبة المتحابين لسر يجتمعان عليه يلزمهما ستره ، ومحبة بلوغ للذة وقضاء الوطر ، ومحبة العشق التي لا علة لها إلا ما ذكرنا من اتصال النفوس ، فكل هذه الأجناس منقضية مع انقضاء عللها وزائدة بزيادتها وناقصة بنقصانها ، متأكدة بدنوها فاترة ببعدها . حاشى محبة العشق الصحيح الممكن من النفس فهي التي لا فناء لها إلا بالموت . وإنك لتجد الإنسان السالي برغمه . وذا السن المتناهية ، إذا ذكرته تذكر وارتاح وصبا واعتاده الطرب واهتاج له الحنين . ولا يعرض في شيء من هذه الأجناس المذكورة ، من شغل البال والخبل والوسواس وتبدل الغرائز المركبة واستحالة السجايا المطبوعة
|
مطاح
|
|