|
|
صفحة: 330
المعارك عند عنترة تنتهي بموت الخصم فإن فكرة الموت ظلت ماثلة أمام عيني عنترة حين قال : “ إني امرؤ سأموت إن لم أقتل . ” ولا ينسى عنترة أن يصف في شعره عدة البطولة من خيل ورماح وسيوف ودروع . فالفارس البطل هو الذي يعنى بالسلاح وآلة الحرب وهو المقدام الذي لا يتراجع مهما كانت العقبات : لما رأيت القوم أقبل جمعهم يتذامرون كررت غير مذم والفارس الشجاع والمغوار لا يداخله الخوف ولا يصيبه الوجل ، والشجاعة تدفع صاحبها إلى عدم التفكير في المخاطر وتفرض عليه عدم التبصر بالعواقب : وإذا حملت على الكريهة لم أقل بعد الكريهة ليتني لم أفعل إلى جانب شجاعته حاول عنترة أن يظهر متحليا بكل الأخلاق الحميدة والصفات الكريمة التي يتصف بها خيار الناس والفرسان . وكانت غايته من حديثه عن الأخلاق رسم صورة خلقية كاملة تغطي بإشراقها في ظل العبودية والرق . فكانت البطولة جزءا من الفروسية والرجولة الحقة تزينها الأخلاق العربية الأصيلة من صبر ونجدة وكرم وعفة ورقة وقسوة . ومع أن عنترة حاول تغطية عقدة النقص في نسبة فإنه كان لديه الاستعداد النفسي التام لتجسيد فكرة الأخلاق الكريمة والتغني بها والدفاع عنها : وإذا شربت فإنني مستهلك مالي وعرضي وافر لم يكلم وإذا صحوت فما أقصر عن ندى وكما علمت شمائلي وتكرمي وهو صبور يتحمل المكاره حين يسيطر الضعف على الناس وتلعب بهم
|
مطاح
|
|