|
|
صفحة: 325
وكان جرئيا شديد البطش . وكان مع شدة بطشه لين الطباع حليما ، سهل الأخلاق ، لطيف الحاضرة . وكان من أشد أهل زمانه وأجودهم بما ملكت يداه . وكان سمحا أبي النفس لا يقر على ضيم ولا يغمض على قذى ، ولما أنشد للنبي -صلى الله عليه وسلم- قوله : ] الكامل : [ ولقد أبيت على الطوى وأظله حتى أنال به كريم المأكل قال عليه الصلاة والسلام : “ ما وصف لي أعرابي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة . ” وكان قد حضر حرب داحس والغبراء ، وحسن فيها بلاؤه وحمدت مشاهده . ووقائعه كثيرة يشتبه فيها الصحيح بالموضوع . أغار عنترة على بني نبهان من طيئ ، فأطرد لهم طريدة وهو شيخ كبير ، فجعل يرتجز وهو يطردها . وكان “ وزر بن جابر النبهاني ” في فتوة فرماه وقال : خذها وأنا ابن سلمى فقطع مطاه . فتحامل بالرمية حتى أتى أهله . وكان الذي قتله يلقب بالأسد الرهيص . كان عنترة شاعرا مجيدا فصيح الألفاظ ، بين المعاني نبيلها . كان كأنما الحماسة أنزلت عليه آياتها . وكان رقيق الشعر . لا يؤخذ مأخذ الجاهلية في ضخامة الألفاظ وخشونة المعاني . وكان يهوى ابنة عمه “ عبلة بنت مالك بن قراد ” فهاجت شاعريته لذلك ، وكان كثيرا ما يذكرها في شعره ، وكان أبوها يمنعه من زواجه بها ، فهام بها حتى اشتد وجده ، وقيل : إنه قد تزوجها بعد جهد وعناء .
|
مطاح
|
|