عمرو بن كلثوم

صفحة: 285

أمه أن تنحي الخدم ( 1 ) إذا دعا بالطرف ، ( 2 ) وتستخدم ليلى . فدعا عمرو بمائدة ، ثم دعا بالطرف فقالت هند : ناوليني يا ليلى ذلك الطبق . فقالت ليلى : لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها . فأعادت عليها ، وألحت ، فصاحت ليلى : وأذلاه ! يا لتغلب ! فسمعها عمرو بن كلثوم ، فثار الدم في وجهه ، ونظر إليه عمرو بن هند ، فعرف الشر في وجهه ، فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالراق ليس هناك سيف غيره ، فضرب به رأس عمرو بن هند ، ونادى في بني تغلب ، فانتهبوا ما في الرواق ، وساقوا نجائبه ، وساروا نحو الجزيرة . ( 3 ) وقد افتخر شعراء تغلب بقتل ابن كلثوم عمرو بن هند ، فقال الفرزدق يرد على جرير في هجائه الأخطل “ من الكامل : ” ما ضر تغلب وائل أهجوتها أم بلت حيث تناطح البحران قوم هم قتلوا ابن هند عنوة عمرا ، وهم قسطوا على النعمان ( 4 ) وقال أفنون التغلبي مفتخرا “ من الطويل : ” لعمرك ما عمرو بن هند وقد دعا لتخدم ليلى أمه بوفق فقام ابن كلثوم إلى السيف مصلتا فأمسك من ندمانه بالمخنق ( 5 ) وجلله عمرو على الرأس ضربة بذي شطب صافي الحديدة رونق . وكان لعمرو أخ يقال له مرة ، فقتل المنذر ابن النعمان وأخاه ، وإياه عنى الأخطل بقوله . 1 أي : أن تجعلهم في ناحية بعيدة عنها . . 2 < الطرف : الثمار النادرة . . 3 الأغاني . 48 - 47 / 11 . 4 ديوانه ص 4 ط ، 345 ، 3 والأغاني . 49 / 11 وقسطوا : جاروا . . 5 مصلتا : مجردا السيف من غمده ، الندمان : الذي ينادم على الشراب . المخنق : موضع حبل الخنق من العنق . . 6 الأغاني ؛ 49 / 11 وديوان شعر عمرو بن كلثوم ص ، 16 والشعر والشعراء / 1 ، 241 وشعراء النصرانية ص ؛ 194 وفي إيراد الأبيات بعض الاختلاف . والشطب : جمع الشطبة ، وهي الخط في متن السيف من شدة بريقه . والرونق : ماء السيف وصفاؤه وحسنه .

السابق:  |  التالي