|
|
صفحة: 226
قال بعض الجلساء : أنا ، فقال : أنشدنيها فأنشد : بلينا وما تبلى النجوم الطوالع وتبقى الجبال بعدنا والمصانع وقد كنت في أكناف جار مضنة ففارقني جار بأربد نافع فبكى المعتصم حتى جرت دموعه وترحم على المأمون وقال : هكذا كان رحمة الله عليه ينشدها لي ، ثم اندفع ينشد هو باقيها ... وقال : فوالله لعجبنا من حسن ألفاظه ، وصحة إنشاده ، وفصاحته ، وجودة اختياره . ( 1 ) عندما سمع الفرزدق قول لبيد : وخا السيول عن الطلول كأنها زبر تجد متونها ( 3 ) أقامها فسجد الفرزدق ، فقيل له : ما هذا يا أبا فراس؟ فقال : أنتم تعرفون سجدة القرآن وأنا أعرف سجدة الشعر . ( 4 ) ولقد أتيح للقسم الأكبر من شعره ، لما فيه من ذخيرة كبيرة من اللغة النجدية ، أن يكون صالحا للاستشهاد في كتب اللغة ، وهذا الأمر قد ساعد كثيرا على ترديد بعض شعره . وكان البدو الكلابيون ، ممن كان العلماء يأخذون برأيهم في اللغة والغريب ، ذوي أثر في تقريب شعره إلى الأفهام . . 1 أبو الفرج الأصبهاني ، الأغاني ، ج ، 15 ص . 301 ، 300 . 2 الزبر : جمع زبور ، وهو الكتاب “ ابن منظور ، لسان العرب ج ، 4 ص ، 315 مادة زبر . ” . 3 تجد متونها : أي تعيد عليها الكتابة بعدما درست . . 4 أبو الفرج الأصبهاني ، الأغاني ، ج ، 15 ص . 299
|
مطاح
|
|