|
|
صفحة: 219
بـــأمـــثـــال الـــهـــضـــاب كــــأن ركـــبـــا عــلــيــهــا مـــن بــنــي حــــام قـــعـــودا أبــــا وهــــب جـــــزاك الـــلـــه خـــيـــرا نــحــرنــاهــا فــأطــعــمــنــا الــثــريــدا فـــعـــد إن الــــكــــريم لــــه مـــعـــاد وظـــنـــي لا أبـــــا لــــك أن تـــعـــودا فقال له لبيد : قد أحسنت لولا أنك استطعمته ، فقالت : إن الملوك لا يستحيا من مسألتهم ، فقال : وأنت يا بنية في هذه أشعر . قيل : وكــان لبيد أحد المعمرين ، وهو القائل لما بلغ تسعين حجة : كــأنــي وقـــد جــــاوزت تسعين حــجــة خلعت بــهــا عــنــي عـــذار لجامي رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى فكيف بمن يرمى ، وليس برامي ولـــــو أنـــنـــي أرمــــــي بــســهــم رأيـــتـــهـــا ولـــكـــنـــنـــي أرمـــــــى بــغــيــر ســهــام وقال حين بلغ عشرين ومائة : وغنيت دهرا قبل مجرى داحس ، لو كان للنفس اللجوج خلود وقال حين بلغ أربعين ومائة : ولقد سئمت من الحياة وطولها ، وسؤال هذا الناس كيف لبيد؟ غــلــب الـــزمـــان ، وكــــان غــيــر مــغــلــب دهـــر طــويــل دائــــم ممــدود يـــوم إذا يــأتــي عــلــي ، ولــيــلــة وكــاهــمــا بــعــد انقضاه ( 2 ) يعود ثم أسلم ، وحسن إسلامه ، وجمع القرآن وترك قول الشعر ( 3 ) قال أبو عبيدة : لم يقل لبيد في الإسلام إلا بيتا واحدا وهو : الحمد لله إذ لم يأتني أجلي حتى لبست من الإسام سربالا . ( 4 ) . 1 أبـــو الــفــرج الأصــبــهــانــي ، الأغــانــي ، ج ، 15 ص . 299 ، 298 . 2 ويـــروى : “ بعد المضاء ، ” ويــروى أيضا : “ بعد المضي . ” . 3 القرشي ، جمهرة أشعار العرب ، ص . 71 ، 70 . 4 أبــو الــفــرج الأصــبــهــانــي ، الأغــانــي ج ، 15 ص . 297
|
مطاح
|
|