|
|
صفحة: 218
وكــل هذا يدل على أن لبيدا كان قد أصبح لسان قومه ، وأن نجمه في خدمة القبيلة كان في صعود مستمر حتى أصبح اسمه لامعا في مجال الشعر . كان لبيد من أجــواد العرب ، وكــان قد آلى في الجاهلية أن لا تهب صبا إلا أطعم ، وكانت له جفنتان يغدو بهما ويروح في كل يوم على مسجد قومه فيطعمهم . فهبت الصبا يوما ووليد بن عقبة على الكوفة ، فصعد الوليد المنبر فخطب الناس ثم قال : إن أخاكم لبيد بن ربيعة قد نذر في الجاهلية ، أن لا تهب صبا إلا أطعم ، وهذا يوم من أيامه وقد هبت صبا فأعينوه وأنا أول من يفعل ، ثم نزل عن المنبر فأرسل إليه بمائة بكرة وكتب إليه بأبيات قالها : أرى الجـــــــزار يــشــحــذ شــفــرتــيــه إذا هـــبـــت ريـــــاح أبــــي عقيل أشـــم الأنـــف أصــيــد عــامــري طــويــل الــبــاع كالسيف الصقيل وفـــــى ابـــن الجــعــفــري بحلفتيه عــلــى الـــعـــات والمـــــال القليل بنحر الكوم ( 1 ) إذ سحبت عليه ذيــول صبا تجــاوب بالأصيل فلما بلغت أبياته لبيدا قال لابنته : أجيبيه فلعمري لقد عشت برهة وما أعيا بجواب شاعر : فقالت ابنته : إذا هـــبـــت ريــــــاح أبـــــي عــقــيــل دعــــونــــا عـــنـــد هـــبـــتـــهـــا الـــولـــيـــدا أشــــم الأنــــــف ، أروع عــبــشــمــيــا أعـــــان عــلــى مــــروءتــــه لــبــيــدا . 1 الكوم : الإبــل الضخمة ، جمع أكوم وكوماء .
|
مطاح
|
|