|
|
صفحة: 215
والمطعمون الجفنة المدعدعه ( 1 ) مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه إن استه من برص ملمعه وإنه يدخل فيه إصبعه يدخلها حتى يواري أشجعه كأنه يطلب شيئا ضيعه فرفع النعمان يده عن الطعام وقال : خبثت والله يا غلام علي طعامي ، وما رأيت كاليوم قط ، فأقبل الربيع على النعمان فقال : كذب والله ابن الفاعلة . ولقد فعلت بأمه كذا وكذا . فقال له لبيد : مثلك فعل ذلك بربيبة بيته والقريبة من أهله ، وإن أمي من نساء لم يكن فواعل ما ذكرت . وقضى النعمان للجعفريين الحوائج من وقتهم وصرفهم . ومضى الربيع بن زياد إلى منزله من وقته . فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه وأمره بالانصراف إلى أهله ، فكتب إليه الربيع : إني قد عرفت أنه قد وقع في نفس الملك ما قال لبيد . وإني لست بارحا حتى تبعث إلي من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال . فأرسل إليه : إنك لست صانعا باتقائك مما قال لبيد شيئا . ولا قادرا على ما زلت به الألسن فالحق بأهلك . فلحق بأهله ثم أرسل إلى النعمان بأبيات شعر قالها وهي : لئن رحلت جمالي لا إلى سعة ما مثلها سعة عرضا ولا طولا بحيث لو وردت لخم بأجمعها لم يعدلوا ريشة من ريش سمويا ( 2 ) ترعى الروائم أحرار البقول بها لا مثل رعيكم ملحا وغسويا ( 3 ) فاثبت بأرضك بعدي واخل متكئا مع النطاسي طورا وابن توفيا فأجابه النعمان بقوله : . 1 مدعدعة : مملوءة . . 2 سمويل : طائر ، وقيل : بلد كثير الطير . . 3 < الغسويل : نبت ينبت في السباخ .
|
مطاح
|
|