|
|
صفحة: 174
وحياة زهير من الوجهة الأدبية طريفة ، يقول الأصبهاني : “ كان أبوه شاعرا ، وخاله شاعرا ، وأخته سلمى شاعرة ، وابناه كعب وبجير شاعرين ، وأخته الخنساء شاعرة ، وهي القائلة ترثيه : ومــا يغني تــوقــي المـــوت شيئا ولا عــقــد التميم ولا الغضار ( 1 ) إذا لاقـــــــى مـــنـــيـــتـــه فــــأمــــســــى يــــســــاق بـــــه وقـــــــد حـــــق الحـــــــذار ولاقــــــاه مـــن الأيــــــام يـــــوم كــمــا مـــن قــــبــــل لـــم يـــخـــلـــد قدار ( 2 ) وابن ابنه المضرب بن كعب بن زهير شاعر ، وهو القائل : إني لأحبس نفسي وهي صادية عن مصعب ولقد بانت لي الطرق رعــوى عليه كما أرعى على هرم جدي زهير وفينا ذلك الخلق مدح الملوك وسعي في مسرتهم ثم الغنى ويد الممدوح تنطلق كان لشعر زهير تأثير في نفوس العرب ، وكان مقربا من أمراء ذبيان ، وخصوصا هرم بن سنان والحارث بن عوف . وزهير عريق في الشعر ، كان له فيه ما لم يكن لغيره وليس هذا فحسب فإنه عاش للشعر يعلمه ابنيه بجيرا وكعبا من جهة ، وأناسا آخرين من غير بيته أشهرهم الحطيئة ، فهو تلميذه وخريجه . وفي أخباره مع ابنه كعب ما يدل على الطريقة التي كان يخرج بها الشعراء ، فقد كان يلقنهم شعره فيروونه عنه ، وما يزالون يتلقونه حتى ينطبع في أنفسهم طريقة نظم الشعر وصوغه ، وهو . 1 الغضار : الخزف الأخضر ، كان أحدهم إذا خشي على نفسه يعلق في عنقه خزفا أخضر . 2 < . قدار : هو قدار بن سالف عاقر الناقة . . 3 أبو الفرج الأصبهاني ، الأغاني ج ، 10 ص . 322
|
مطاح
|
|