|
|
صفحة: 170
فقال له حصين : من أنت أيها الرجل؟ قال : عبسي . قال : من أي عبس؟ فلم يزل ينتسب حتى انتسب إلى بني غالب ، فقتله حصين . وبلغ ذلك الحارث بن عوف وهرم بن سنان فاشتد عليهما ، وبلغ بني عبس فركبوا نحو الحارث . فلما بلغه ركوبهم إليه وما قد اشتد عليهم من قتل صاحبهم وأنهم يريدون قتل الحارث ، بعث إليهم بمائة من الإبل معها ابنه وقال للرسول : قل لهم : الإبل إليكم أم أنفسكم؟ فأقبل الرسول حتى قال لهم ذلك فقال لهم الربيع بن زياد : يا قوم إن أخاكم قد أرسل إليكم : الإبل أحب إليكم أم ابني تقتلونه مكان قتيلكم . فقالوا نأخذ الإبل ونصالح قومنا ، ونتم الصلح . فذلك حين يقول زهير يمدح الحارث وهرما : أمن أم أوفى دمنة لم تكلم بحومانة الدراج ، فالمتثلم؟ وهي أول قصيدة مدح بها هرما ، ( 1 ) ثم مدح هرما بقصائد كثيرة حتى حلف هرم ألا يمدحه زهير إلا أعطاه ، ولا يسأله إلا أعطاه ، ولا يسلم عليه إلا أعطاه عبدا أو وليدة أو فرسا ، فاستحيا زهير مما كان يقبل منه ، فكان إذا رآه في ملأ قال : عموا صباحا غير هرم ، وخيركم استثنيت . ( 2 ) يقول الرواة : إن أباه ربيعة لم يعش طويلا في عشيرة أخواله ، وإن امرأته تزوجت من بعده أوس بن حجر الشاعر التميمي المشهور . وهنا يلمع في حياة زهير اسم خاله بشامة بن الغدير ، فقد كفله هو وإخوته ، وعرف منهم . 1 أبو الفرح الأصبهاني ، الأغاني ، ج ، 1 ص ، 313 وجرجي زيدان ، تاريخ اللغة العربية ج ، 1 ص . 102 . 2 شوقي ضيف ، العصر الجاهلي ، ص . 300
|
مطاح
|
|