sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 111

متجنبين . لقد غدا وحيدا ، وحيدا ، فتألم وندت عنه صيحة أسى : “ أفردت إفراد البعير المعبد . ” وكانت التجربة قاسية ، تركت أثرا عميقا في نفسه ، وتجلت في شعره . علاقته بأخيه معبد : إننا لا نعرف الكثير عن علاقة طرفة بوالده ، لكن إذا صح افتراضنا أن العبد كان متزوجا من امرأة أخرى بكرية هي أم معبد ، غير وردة أم طرفة ، وقبل زواجه من هذه ، فإن تمييزا في المعاملة ، لا شك واقع بين طرفة وأخيه : فهذا بالنسبة إلى البكريين هو أصيل الجذرين ، وبصفته الولد البكر يستقطب العناية ويكون له نوع من السلطة على الأخ الصغير . والواقع أن طرفة ، حين احتاج إلى مساعدة معبد أخيه لم يبادر هذا إلى تقديم مساعدة عفوية ، بل عرض عليه عملا عنده وهو عمل غير ذي شأن ولا بمستوى طموح الشاعر ، بل إنه أقرب إلى عمل السوقة والخدم والخاملين ، نقصد به رعي الإبل . وحين أحس معبد من أخيه تقصيرا في رعاية إبله ، وانشغالا عنها بالركض خلف القوافي الشاردة ، قرعه وأنبه وهدده بأنه لن يتهاون معه إذا فقدت الإبل ، وأن الشعر لن تكون له أدنى شفاعة عنده . وحين فقدت الإبل ، لم يتهاون معبد مع الشاعر ، بل حقق فعلا تهديده وتطلب إعادة إبله بأية وسيلة : لم يرق ، ولم يسامح كما يفعل الأخ ، ولم يقدم قط مساعدة بل بقي متفرجا مع المتفرجين

مطاح


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة