|
|
صفحة: 105
الحيرة فقال له : أتقرأ يا غلام؟ فقال : نعم ، فأعطاه الصحيفة فقرأها فقال الغلام : أنت المتلمس؟ قال : نعم ، قال : النجاء ! قد أمر بقتلك فأخذ الصحيفة فقذفها في البحيرة ثم أنشأ يقول : ] الطويل : [ وألقيتها بالثني من جنب كافر كذلك ألقي كل رأي مضلل رضيت لها بالماء لما رأيتها يجول بها التيار في كل جدول فقال المتلمس لطرفة : تعلمن والله أن الذي في كتابك مثل الذي في كتابي ، فقال طرفة : لئن كان اجترأ عليك ، ما كان بالذي يجترئ علي ، وأبى أن يطيعه ، فسار المتلمس من فوره ذلك حتى أتى الشام فقال في ذلك : ] الكامل : [ من مبلغ الشعراء عن أخويهم نبأ فتصدقهم بذاك الأنفس أودى الذي علق الصحيفة منهما ونا حذار حياته المتلمس ألقى صحيفته ونت كوره وجنا محمرة المناسم عرمس عيرانة طبخ الــهــواجــر لحمها فــكــأن نقبتها أديم أملس وخـــرج طــرفــة حــتــى أتـــى صــاحــب الــبــحــريــن بــكــتــابــه ، فــقــال لــه صاحب البحرين : إنك في حسب كريم وبيني وبين أهلك إخاء قديم وقد أمرت بقتلك فاهرب إذا خرجت من عندي فإن كتابك إن قرئ لم أجد بدا من أن أقتلك ، فأبى طرفة أن يفعله ، فجعل شبان عبد القيس يدعونه ويسقونه الخمر حتى قتل . وقد كان قال في ذلك قصيدته التي أولها : “ لخولة أطلال ؛ ” انقضى حديث طرفة برواية . 1 العرمس : الناقة الصلبة . 2 . العيرانة : المرحة النشيطة ، الهواجر : انتصاف النهار في شدة الحر ، النقبة : محل الجرب .
|
مطاح
|
|