|
|
صفحة: 104
فقال لعبد عمرو : انزل فاذبحه ، فعالجه فأعياه فضحك الملك وقال : لقد أبصرك طرفة حيث يقول ، وأنشد : ولا خير فيه وكان طرفة هجا قبل ذلك عمرو بن هند فقال فيه : ] الوافر : [ فــلــيــت لــنــا مــكــان المــلــك عــمــرو رغـــوثـــا حـــول قبتنا تخور مـــن الــــزمــــرات أســـبـــل قـــادمـــاهـــا وضــرتــهــا مـــركـــنـــة درور لــعــمــرك ! إن قـــابـــوس بـــن هــنــد لــيــخــلــط مــلــكــه نـــــوك كثير قسمت الدهر في زمن رخي كذاك الحكم يقصد أو يجور فلما قال عمرو بن هند لعبد عمرو ما قال طرفة قال : أبيت اللعن ! ما قال فيك أشد مما قال في ، فأنشده الأبيات فقال عمرو بن هند : أوقد بلغ من أمره أن يقول في مثل هذا الشعر؟ فأمر عمرو فكتب إلى رجل من عبد القيس بالبحرين وهو المعلى ليقتله ، فقال له بعض جلسائه : إنك إن قتلت طرفة هجاك المتلمس ، رجل مسن مجرب ، وكان حليف طرفة وكان من بني ضبيعة . فأرسل عمرو إلى طرفة والمتلمس فأتياه فكتب لهما إلى عامله بالبحرين ليقتلهما وأعطاهما هدية من عنده وحملهما وقال : قد كتبت لكما بحباء ، ( 1 ) فأقبلا حتى نزلا الحيرة ، فقال المتلمس لطرفة : تعلمن والله أن ارتياح عمرو لي ولك لأمر عندي مريب ، وأن انطلاقي بصحيفة لا أدري ما فيها؟ فقال طرفة : إنك لتسيء الظن ، وما نخاف من صحيفة إن كان فيها الذي وعدنا وإلا رجعنا فلم نترك منه شيئا؟ فأبى أن يجيبه إلى النظر فيها ، ففك المتلمس ختمها ثم جاء إلى غلام من أهل . 1 حباء : عطية .
|
مطاح
|
|