|
|
صفحة: 82
وقوله : كجلمود صخر ، من إضافة بعض الشيء إلى كله مثل باب حديد وجبة خز ، أي : كجلمود من صخر . يقول : هذا الفرس مكر إذا أريد منه الكر ، ومفر إذا أريد منه الفر ، ومقبل إذا أريد منه إقباله ، ومدبر إذا أريد منه إدباره ، وقوله : معا ، يعني أن الكر والفر والإقبال والإدبار مجتمعة في قوته لا في فعله؛ لأن فيها تضادا ، ثم شبهه في سرعة مره وصلابة خلقه بحجر عظيم ألقاه السيل من مكان عال إلى حضيض . كميت يزل اللبد عن حال متنه كما زلت الصفواء بالمتنزل زل الشيء يزل زليلا ، وأزللته أنا . الحال : مقعد الفارس من ظهر الفرس . الصفواء والصفوان والصفا : الحجر الصلب . الباء في قوله بالمتنزل للتعدية . يقول : هذا الفرس الكميت ( 1 ) يزل لبده عن متنه لانملاس ظهره واكتناز لحمه ، وهما يحمدان من الفرس ، كما يزل الحجر الصلب الأملس المطر النازل عليه ، وقيل : بل أراد الإنسان النازل عليه ، والتنزل والنزول واحد ، والمتنزل في البيت صفة لمحذوف وتقديره بالمطر المتنزل أو بالإنسان المتنزل ، وتحرير المعنى : أنه لاكتناز لحمه وانملاس صلبه يزل لبده عن متنه كما أن الحجر الصلب يزل المطر أو الإنسان عن نفسه . وجر كميتا وما قبله من الأوصاف؛ لأنها نعوت لمنجرد . . 1 الكميت من الخيل : ما لونه بين الأحمر والأسود .
|
مطاح
|
|