|
|
صفحة: 75
استعار لليل صلبا واستعار لطوله لفظ التمطي ليلائم الصلب واستعار لأوائله لفظ الكلكل ولمآخيره لفظ الأعجاز يقول : فقلت لليل لما مد صلبه يعني لما أفرط طوله ، وأردف أعجازا يعني ازدادت مآخيره امتدادا وتطاولا ، وناء بكلكل يعني أبعد صدره ، أي : بعد العهد بأوله ، وتلخيص المعنى : قلت لليل لما أفرط طوله وناءت أوائله وازدادت أواخره تطاولا ، وطول الليل ينبئ عن مقاساة الأحزان والشدائد والسهر المتولد منها؛ لأن المغموم يستطيل ليله ، والمسرور يستقصر ليله . ( 46 ) ألا أيها الليل الطويل ألا انلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل الانجلاء : الانكشاف ، يقال : جلوته فانجلى أي : كشفته فانكشف . الأمثل : الأفضل ، والمثلى الفضلى ، والأماثل الأفاضل . يقول : قلت له ألا أيها الليل الطويل انكشف وتنح بصبح ، أي : ليزل ظلامك بضياء من الصبح ، ثم قال : وليس الصبح بأفضل منك عندي لأني أقاسي الهموم نهارا كما أعانيها ليلا ، أو لأن نهاري أظلم في عيني لازدحام الهموم علي حتى حكى الليل ، وهذا إذا رويت : وما الإصباح منك بأمثل ، وإن رويت : فيك بأفضل ، كان المعنى وما الإصباح في جنبك أو في الإضافة إليك أفضل منك لما ذكرنا من المعنى لما ضجر بتطاول ليله خاطبه وسأله الانكشاف ، وخطابه ما لا يعقل يدل على فرط الوله وشدة التحير ، وإنما يستحسن هذا الضرب
|
مطاح
|
|