|
|
صفحة: 29
امرئ القيس ووجه الجيوش في طلبه من إياد وبهراء وتنوخ ، ولم تكن لهم به طاقة . فأمدهم أنوشروان بجيش من الأساورة ، ( 1 ) فسرحهم في طلبه ، وتفرق حمير ومن كان مع امرئ القيس ، فنجا في عصبة من بني آكل المــرار ، حتى نزل بالحرث بن شهاب من بني يربوع بن حنظلة ومــعــه أدرع خــمــس : الفضفاضة ، والــضــافــيــة ، والمحصنة والخريق وأم الذيول ( 2 ) كن لبني آكل المرار يتوارثونها ملكا عن ملك . فما لبثوا عند الحرث بن شهاب حتى بعث إليه المنذر مائة من أصحابه يوعده بالحرب إن لم يسلم إليه بني آكل المرار ، فأسلمهم ونجا امرؤ القيس ومعه يزيد بن معاوية بن الحرث وبنته هند -أي : بنت امرئ القيس- والأدرع والسلاح ومال كان بقي معه . تنقله في القبائل : خــرج امــرؤ القيس على وجهه ، وأقبل على فرسه الشقراء لاجئا إلى عمته عمرو بن وأمه هند بنت ابن المنذر ، عمرو بن حجر بن آكل المرار ، وذلك بعد قتل أبــيــه وأعــمــامــه وتــفــرق ملك أهــل بيته ، وكــان عمرو يومئذ خليفة لأبيه المنذر ببقة ، وهي بين زواجه في بني طيئ : وبينا كان امرؤ القيس عند بني طيئ ، زوجوه منهم أم جندب ، إلا أنــه كــان مفركا ( 3 ) وبقي عندهم ما شاء الله . . 1 الأســـاورة ، الــواحــد أســـوار : القائد عند الفرس ، ورامي السهام . . 2 الفضفاضة : الــواســعــة . الضافية : السابغة ، الطويلة الواسعة . المحصنة : الــتــي تحصن لابــســهــا ، تمنعه . الخــريــق : السخي أو الظريف في سخاء . أو ربما أريد : الكثير الخروق لأنها منسوجة من زرد . أم الذيول : أم الأطراف . . 3 مفركا : مبغضا ، تبغضه النساء . قيل : كان ذلك لأنه أبخر ، رائحة فمه كريهة جدا .
|
مطاح
|
|