|
|
صفحة: 28
أصبحت بكر وتغلب أبوا أن يتبعوه وقالوا له : قد أصبت ثأرك . قال : والله ما فعلت ولا أصبت من بني كاهل ، ولا من غيرهم من بني أسد أحــدا . قالوا : بلى ولكنك رجل مشئوم . وكرهوا قتالهم بني كنانة وانصرفوا عنه . استنصاره اليمن : فلما امتنعت بكر بن وائل وتغلب من اتباع بني أسد ، خرج من فوره ذلك إلى اليمن فاستنصر أزد شنوءة ، فأبوا أن ينصروه وقالوا : إخواننا وجيراننا فنزل بقيل يدعى مرثد الخير بن ذي جدن الحميري وكانت بينهما قرابة ، فاستنصره واستمده على بني أسد ، فأمده بخمسمائة رجــل مــن حمير . ومــات مرثد قبل رحيل امــرئ القيس بهم وقــام بالمملكة بعده رجل من حمير يقال له : قرمل بن الحميم ، وكانت أمه سوداء ، فردد امرأ القيس وطول عليه حتى هم بالانصراف وقال : وإذ نحن ندعو مرثد الخير ربنا وإذ نحن لا نــدعــى عبيدا لقرمل فأنفذ له ذلك الجيش . وتبعه شذاذ من العرب واستأجر من القبائل رجالا فسار بهم إلى بني أسد ، ومر بتبالة وبها للعرب صنم تعظمه يقال له ذو الخلصة . فاستقسم عنده بقداحه وهــي ثلاثة : الآمــر ، والناهي ، والمتربص ، فأجالها ، فخرج الناهي ، ثم أجالها فخرج الناهي . ثم أجالها ، فخرج الناهي فجمعها وكسرها وضــرب بها وجه الصنم وقال : ويحك لو أبوك قتل ما عقتني . ثم خرج فظفر ببني أســد ، وقــال في نيله منهم ما أراد من ثــأره ، أبياتا مطلعها : يا دار ماوية بالحائل فالسهب فالخبتين من عاقل وألح المنذر في طلب
|
مطاح
|
|