|
|
صفحة: 27
إيقاعه ببني أسد : ثــم ارتحـــل امـــرؤ القيس حتى نــزل بــكــرا وتــغــلــب ، وعليهم إخوته شرحبيل وسلمة ، فسألهم النصر على بني أســد . ثــم بعث عليهم فنذروا بالعيون ، ( 1 ) ولجئوا إلى بني كنانة وكــان الــذي أنذرهم بهم علباء بن الحارث . فلما كان الليل قال لهم علباء : يا معشر بني أسد تعلمون والله أن عيون امرئ القيس قد أتتكم ورجعت إليه بخبركم ، فارحلوا بليل ولا تعلموا بني كنانة ففعلوا . وأقبل امرؤ القيس بمن معه من بكر وتغلب ، حتى انتهى إلى بني كنانة ، وهو يحسبهم بني أسد ، فوضع السلاح فيهم وقال : يا لثارات الملك ! يا لثارات الهمام ! فخرجت إليه عجوز من بني كنانة فقالت : أبيت اللعن لسنا لــك بــثــأر ، نحن مــن كنانة فدونك ثأرك ، فاطلبهم فإن القوم قد ساروا بالأمس . فتبع بني أســد ففاتوه ليلتهم فقال فــي ذلــك : ألا يا لهف هند إثر قوم هم كانوا الشفاء ، فلم يصابوا ( 2 ) وقاهم جدهم ببني أبيهم وبالأشقين ما كان العقاب ( 3 ) وأفلتهن علباء جريضا ولــو أدركــنــه صــفــر الوطاب ( 4 ) ثم سار وراء بني أسد سيرا حثيثا إلى أن أدركهم ، وقــد تقطعت خيله ، وقطع أعناقهم العطش ، وبنو أسد جامون ( 5 ) على الماء . فنهد إليهم ، فقاتلهم حتى كثرت الجرحى والقتلى فيهم ، وحجز الليل بينهم . وهــربــت بنو أســد . فلما . 1 نـــــــــــــذروا بـــــالـــــعـــــيـــــون : عـــلـــمـــوا بــالجــواســيــس ، فــحــذروهــم واســتــعــدوا . . 2 هند : هي ابنة امرئ القيس . . 3 يعني ببني أبيهم : بني كنانة ، لأن أسدا وكنانة ابني خزيمة أخوان . وقوله : بالأشقين ما كان العقاب : أدخل ما صلة وحــشــوا ويــجــوز أن تكون مــا مــع الفعل بتأويل المصدر على تقدير : وبالأشقين كون العقاب . . 4 قوله : أفلتهن يعني الخيل ، أي : لو أدركوه قتلوه وساقوا إبله فصفرت وطابه من اللبن . وقيل : صفر الوطاب أي : أنه كــان يقتل فيكون جسمه صفرا من دمه كما يكون الوطاب صفرا من اللبن . . 5 جامون : مستريحون . . 6 نهد إليهم : أسرع إليهم .
|
مطاح
|
|