|
|
صفحة: 23
وقيل : من الشام . وأخبر ابن السكيت : أن حجرا أباه لما طعنه بعض بني أسد ولم يجهز عليه أوصى ودفع كتابه إلى رجل من بني عجل ، يقال له عامر الأعور ، وقال له : انطلق إلى ابني نافع ، فإن بكى وجزع ، فاله عنه واستقر أولادي ، واحدا واحدا حتى تأتي امرأ القيس ، وكان أصغرهم ، فإن لم يجزع فادفع إليه سلاحي وخيلي ووصيتي . وقد كان بين في وصيته من قتله وكيف كان خبره . فانطلق الرجل بوصيته إلى نافع ابنه ، فأخذ التراب ، فوضعه على رأسه ، ثم استقراهم واحدا واحدا ، فكلهم فعل ذلك ، حتى أتى امرأ القيس ، فوجده في دمون مع نديم له يشرب ويلاعبه بالنرد ، فقال له : قتل حجر . فلم يلتفت إلى قوله وأمسك نديمه . فقال له امرؤ القيس : اضرب فضرب حتى إذا فرغ قال : ما كنت لأفسد عليك دستك . ثم سأل الرسول عن أمر أبيه كله فأخبره فقال : تطاول الليل علينا ، دمون دمون ! إنا معشر يانون وإننا لأهلنا محبون وقال أيضا : خليلي ما في الدار مصحى لشارب ولا في غد إذ ذاك ما كان مشرب ثم قال : ضيعني أبي صغيرا وحملني دمه كبيرا . لا صحو اليوم ولا سكر غدا اليوم خمر وغدا أمر . اليوم قحاف ، وغدا نقاف . ( 2 ) فذهب القولان مثلا : ثم شرب سبعا . فلما صحا آلى أن لا يأكل لحما ، . 1 قال الميداني : أي يشغلنا اليوم خمر وغدا يشغلنا أمر الحرب . ومعناه اليوم خفض ودعة . وغدا جد واجتهاد وهو يضرب للدول الجالبة للمحبوب والمكروه . وقد روي المثل على لسان المهلهل . . 2 القحاف ، الواحد قحف : وهو إناء يشرب فيه . النقاف : المناقفة : أي اليوم شرب بالقحاف ، وغدا نضرب هامة العدو .
|
مطاح
|
|