|
|
صفحة: 20
فأعجبته . فقال لها يا جارية : ما ثمانية وأربعة واثنتان؟ فقالت : أما ثمانية فأطباء الكلبة . وأما أربعة فأخلاف الناقة . واثنتان فثديا المرأة . فخطبها إلى أبيها فزوجه إياها وشرطت هي عليه أن تسأله عن ثلاث خصال فجعل لها ذلك وعلى أن يسوق إليها مائة من الإبل ، وعشرة أعبد ، وعشر وصائف ، وثلاثة أفراس ، ففعل ذلك . ثم إنه بعث عبدا له إلى المرأة وأهدى إليها نحيا ( 1 ) من سمن ونحيا من عسل وحلة من عصب ، فنزل العبد ببعض المياه فنشر الحلة ولبسها فتعلقت بشعره فانشقت ، وفتح النحيين فطعم أهل الماء منهما فنقصا ، ثم قدم على حي المرأة ، وهم خلوف ، فسألها عن أبيها وأمها وأخيها ودفع إليها هديتها فقالت له : أعلم مولاك : أن أبي ذهب يقرب بعيدا ويبعد قريبا ، وأن أمي ذهبت تشق النفس نفسين ، وأن أخي يراعي الشمس ، وأن سماءكم انشقت ، وأن وعائيكم نضبا . فقدم الغلام على مولاه وأخبره . فقال : أما قولها إن أبي يقرب بعيدا ويبعد قريبا . فإن أباها ذهب يحالف قوما على قومه ، وأما قولها ذهبت أمي تشق النفس نفسين . فإن أمها ذهبت تقبل امرأة نفساء ، وأما قولها إن أخي يراعي الشمس ، فإن أخاها في سرح له يرعاه فهو ينتظر وجوب الشمس ليروح به ، وأما قولها . 1 النحي : الظرف . . 2 حلة : ثوب . العصب : نوع من برود اليمن . . 3 خلوف : غائبون . . 4 تقبل : تكون قابلة ، أي : تأخذ الولد عند الولادة . . 5 السرح : الماشية . . 6 وجوب الشمس : غيابها . ليروح : ليرجع .
|
مطاح
|
|