|
|
صفحة: 17
بتهامة ، وضربوا رسله وضرحوهم ضرحا شديدا قبيحا . فبلغ ذلك حجرا فسار إليهم بجند من ربيعة وجند من جند أخيه من قيس وكنانة ، فأتاهم وأخذ سرواتهم ، ( 2 ) فجعل يقتلهم بالعصا ، فسموا عبيد العصا . وأباح الأموال وصيرهم إلى تهامة وحبس أشرافهم ثم رق لهم ، فاستكانوا له حتى إذا وجدوا منه غفلة تمالئوا عليه فقتلوه . وخلف حجر أولادا منهم نافع ، وكان أكبر ولده ، وامرؤ القيس ، وهو أصغرهم . حياته : كان امرؤ القيس ذكيا متوقد الفهم . فلما ترعرع أخذ يقول الشعر ، فبرز فيه إلى أن تقدم على سائر شعراء وقته بالإجماع . وكان مع صغر سنه يحب اللهو ، ويستتبع صعاليك العرب ويتنقل في أحيائها فيغير بهم ، وكان يكثر من وصف الخيل ويبكي على الدمن ويذكر الرسوم والأطلال وغير ذلك . مقتل والد امرئ القيس : أما حجر ابنه فكان على بني أسد ، وكانت له عليهم إتاوة ، في كل سنة ، موقتة ، فعمر كذلك دهرا ثم بعث إليهم جابيه الذي كان يجبيهم ، فمنعوه ذلك ، وحجر ، يومئذ ، بتهامة ، وضربوا رسله وضرحوهم ضرحا شديدا قبيحا . فبلغ ذلك حجرا فسار إليهم بجند من ربيعة وجند من جند أخيه من قيس وكنانة ، . 1 ضرحوهم : دفنوهم . . 2 سرواتهم : ساداتهم وأشرافهم .
|
مطاح
|
|