|
|
صفحة: 16
معدي كرب على بني تغلب وطوائف بني دارم وبني رقية ، وملك عبد الله على بني عبد القيس ، وملك سلمة على قيس . وبقي الحارث مدة في ملكه حتى طلبه أنوشروان وكان ينقم عليه لأمر صدر منه أيام والده قباذ . فبلغ ذلك الحارث وهو بالأنبار وكان بها منزله . فخرج هاربا في هجائنه وماله وولده بالثوية . وتبعه المنذر بالخيل من تغلب وبهراء وإياد ، فلحث بأرض كلب ، فنجا ، وانتهب ماله وهجائنه ، وأخذت بنو تغلب ثمانية وأربعين نفسا من بني آكل المرار ( 1 ) فقتلوهم بجفر الأملاك في ديار بني مرينا العباديين بين دير هند والكوفة ، وفيهم يقول امرؤ القيس أبياته التي مطلعها : ألا يا عين ! بكي لي شنينا وبكي لي الملوك الذاهبينا ومضى الحارث وأقام بأرض كلب ، وكلب يزعمون أنهم قتلوه ، وعلماء كندة يزعمون أنه خرج إلى الصيد فألظ بتيس من الظباء ، فأعجزه ، فآلى بألية ألا يأكل أولا إلا من كبده فطلبته الخيل ثلاثا ، فأتى به بعد الثالثة وقد هلك جوعا ، فشوى له الكبد وتناول منه فلذة فأكلها حارة فمات . أما حجر ابنه فكان على بني أسد ، وكانت له عليهم إتاوة ، ( 4 ) في كل سنة ، موقتة ، فعمر كذلك دهرا ثم بعث إليهم جابيه الذي كان يجبيهم ، فمنعوه ذلك ، وحجر ، يومئذ ، . 1 آكل المرار : لقب حجر بن معاوية بن ثور المعروف بكندة . وهو من أجداد حجر والد امرؤ القيس ، قيل : إنه سمي بآكل المرار؛ لأنه لما بلغه أن الحارث بن جبلة ملك الغسانيين سبى امرأته هند بنت ظالم جعل يأكل من غيظه المرار ولا يدري ، والمرار نبت شديد المرارة ، فلقب بذلك . . 2 ألظ به : لازمه . آلى : أقسم . الآلية : القسم . . 3 فلذة : قطعة . . 4 إتاوة : خراج .
|
مطاح
|
|